كتبت: دينا ايمن
تم إكتشاف معبد الرأس السوداء عن طريق الصدفة في عام 1936م وظل في مكانه لمدة 50عاماً ولكن تم نقل المعبد عام 1988م الي منطقه جبانة اللاتين في وسط المدينة وذلك لأنه عندما تم إكتشافه كان في حالة سيئه للغايه وكان محاط بالمياه الجوفيه من كل جانب وتم تجميع أجزاء المعبد وتركيبها خلال حوالي ستة أشهر وتم فتحه لعامه الناس في عام 1993م .
ويعود تاريخ مقبرة اللاتين المعروفه باسم "الالباستر " الي أوائل العصر البطلمي ولكن ما سبب تسمية هذا المعبد بهذا الاسم ؟
يرجع تسمية المعبد من خلال وجوده في أقصي الشرق من مدينة الإسكندرية القديمة وذلك في منطقة الرأس السوداء التي تدخل ضمن حي المنتزه وكانت هذه المنطقة في العصور القديمة تسمي "تابوزيريس بارفا "أي المنطقة المخصصة ل "أوزوريس ".
من خلال الإكتشافات التي شملت الخمس تماثيل التي تمثل ( إيزيس ، تمثالان لأوزويريس ، حربوقراط ،هيرمانوبيس ) أن هذا المعبد يرجع إلى نهاية العصر المصري القديم وبداية العصرين اليوناني الروماني وتلك التماثيل الخمس تم نقلها الي المتحف اليوناني الرومانى.
ولذلك أقيم هذا المعبد وفاء لنذر أقامه صاحب المنزل بعد سقطة مميتة أصابت قدمه فوضع نحتا لهذه القدم تحتها نقش باليونانية يحدثنا فيه عن سبب إقامته المعبد إلي جانب مذبح صغير .
أما بالنسبة لتخطيط المعبد يتكون المعبد من طابقين الطابق السفلي مخصص للعباده أما الطابق العلوي فهو مخصص لسكن خدام المعبد وهو مهدم الآن .
بالنسبة للطابق السفلي: تقوم مباني المعبد على أرضية مرتفعة و يؤدي إليه سلم ويؤدي هذا السلم إلى دهليز به صف من الأعمدة الأيونية المنحوتة من الرخام الأبيض المعرق قليلاً وعددها أربعة أعمدة.
أما الحجرة الرئيسية للمعبد تقع خلف الدهليز وهي مربعة الشكل يمكن الوصول إليها أيضا عن طريق سلم ثانوي جانبي في حائط المعبد الشرقي يوجد في هذه الحجرة مصطبة كبيرة مبنيةبالحجرالجيري .وضع عليها خمسة تماثيل من الرخام الأبيض لآلهة المعبد وهي من الشرق إلى الغرب
تمثال لإيزيس " تمثالان لأوزوريس" "تمثالان لأبي الهول "بالقرب من مذبح صغيره أقيم أمام المصطبة أما بالنسبة للطابق العلوي : وهو الجزء السكني فقد بقيت منه حجرتان تقعان في صف واحد مع المعبد وبعرضه ولا تختلفان في طريقة بنائهما عن الطابق السفلي.
مما يدل على أنها من نفس عصر المعبد وقد وجدت في إحداهما بقايا الألواح الرخامية التي كانت تغطي أرضيتها وهناك دلائل تشير إلي وجود حجرات أخري بهذا المكان ربما كانت مخازن للمأكولات وأيضاً هناك ما يشير ألي وجود قناة مياه صغيرة وإناءين من الفخار للمياه كما وجدت بقايا سلم آخر يبدو من بنائه أنه أضيف في عصر لاحق للمبنى . وقد نقلت محتويات المعبد إلى متخف الإسكندرية اليوناني الروماني وهي :
"تمثال للإلهة إيزيس"
"تمثال حربوقراط"
"تمثال هيرمانوبيس"
"تمثالان لأوزوريس" .
المرجع:
كتاب الآثار اليونانيه والرومانيه في مصر لدكتور عزت زكي حامد قادوش .